عدن - ياسمين عبدالعظيم - يعتبر “رامون عباس”، والمعروف عند متابعيه على “إنستغرام” البالغ عددهم 2.5 مليون شخص باسم Hushpuppi، من أبرز المشاهير الذين يتابعهم جمهور واسع من المملكة العربية السعودية، ودول الخليج بشكل عام، لذلك انصدم الكثير من جمهوره في السعودية والخليج عند الكشف عن حقيقته وبعد أن أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي” بأن رامون عباس، يعد أحد أبرز المحتالين في العالم، ويواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاماً في الولايات المتحدة بعد إقراره بالذنب في غسل الأموال.بحسب ما كشفه مكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي”، وبحسب الوثائق المتاحة، فإن مشهور الانستغرام “رامون عباس”، كان وراء عمليات السرقة الإلكترونية التي كلفت ضحاياه الملايين، من بداياته المتواضعة بصفته محتالاً في نيجيريا، إلى ملياردير يعيش حياة الرفاهية في دبي قبل اعتقاله العام الماضي.وبدأ المؤثر البالغ من العمر 37 عاماً حياته المهنية في أوورونشوكي، وهي منطقة ساحلية فقيرة في شمال شرق لاغوس، العاصمة التجارية لنيجيريا، حيث كان صبياً يعمل مع والدته في سوق أولوجوجو. وكان والده سائق تاكسي.

وحسب أحد معارفه فإن عباس ومع تقدمه في السن، أحب صرف نقوده: “لقد كان كريماً. كان يشتري الجعة لكل من حوله”، لكن الجميع عرف مصدر ثروته الغامضة: جرائم الإنترنت.

حيث كان ينتمي إلى من يُعرَفون بـ”ياهو بويز”، وهم محتالون يعتمدون المواعدة والرومانسية عبر الإنترنت، من أجل سرقة الأموال من العشاق عبر الاحتيال، وقد أخذوا اسمهم من “ياهو”، أول بريد إلكتروني مجاني توافر في نيجيريا.ومثل العديد من “ياهو بويز”، وسّع عباس آفاقه الإجرامية، حيث ذهب الكثيرون إلى ماليزيا وتبعهم عباس، وانتهى بهم الأمر في كوالالمبور حوالى عام 2014، ثم دبي في عام 2017.بعدها انتقلت أعماله إلى مستوى آخر في فيفري 2019، حاول غسل 15 مليون دولار سرقتها عصابة من قراصنة كوريين شماليين من بنك “فاليتا” المالطي وهنا ولج عباس عالم الاجرام الالكتروني من اوسع أبوابه.

وفي ماي 2019، كُلِّف عباس إنشاء حساب مصرفي في المكسيك، كان من المقرر أن يحصل على 100 مليون جنيه إسترليني من أحد أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم و200 مليون جنيه إسترليني من شركة بريطانية.وكان من المقرر تنفيذ عمليات الاحتيال عبر تسوية البريد الإلكتروني للأعمال BEC، وهي طريقة تعتمد اعتراض المدفوعات عبر رسائل البريد الإلكتروني المزيفة التي يبدو أنها تأتي من عنوان مطابق تماماً لعنوان المورد، بحيث يكون الاختلاف حرفاً واحداً أو رقماً مختلفاً.

لكن عملية الاحتيال في “البريمييرليغ” انهارت عندما رفضت البنوك البريطانية الدفع في الحساب المكسيكي.

يقول قائد عمليات الاحتيال في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في المملكة المتحدة، جون شيلاند، إنه قد يكون من الصعب تعقب الشبكات الإجرامية الموجودة في ولايات قضائية متعددةتوجه عباس بعدها لدبي أين قام بالنصب على عشرات الأشخاص دون ترك دلائل واضحة لإدانته حيث يقول محامي لعدد من ضحاياه: “لا يمكننا أن نقول على يقين 100% إنّ Hushpuppi وراءها، لكن إذا نظرت إلى الحسابات المصرفية التي تتبعتها الشرطة، فكلها تنتمي إلى السجلات التي حصلت عليها الشرطة في مداهمتها لمنزل Hushpuppi في دبي”.وكانت آخر عملية احتيال كبيرة لعباس قبل اعتقاله في دبي، في جوان 2020، هي عملية سرقة هوية مباشرة، مستعارة حيث انتحل هوية مصرفي من نيويورك للإيقاع بضحيته، وهو رجل أعمال قطري يسعى للحصول على قرض بقيمة 15 مليون دولار لبناء مدرسة جديدة في بلاده.

وبين ديسمبر 2019 وفيفري 2020، قام عباس وعصابة من الوسطاء المزعومين في كينيا ونيجيريا والولايات المتحدة بخداع الضحية بأكثر من مليون دولار. غُسِل جزء منها من طريق شراء ساعة بقيمة ضخمة تبلغ 230 ألف دولار.وأعلنت شرطة دبي في اوت 2021 القبض على هاشبوبي في عملية متقنة أطلق عليها “صيد الثعالب”، أسفرت عن ضبط مستندات مزورة استخدمتها عصابته الإفريقية في عمليات احتيال إلكترونية خارج الدولة تجاوزت قيمتها مليار و600 مليون درهم، كما ضبطت بحوزة المتهم أكثر من 150 مليون درهم وسيارات فارهة بنحو 25 مليون درهم.أقر هاشبوبي الذي كان معروفا عندهم بأنه أحد مشاهير موقع “إنستغرام”، بأنه احتال على رجل أعمال خليجي واستولى منه على أكثر من مليون دولار، واعترف بغسل الأموال من خلال حسابات بنكية فتحتها عصابته في كثير من الدول، بالإضافة إلى اختراق البريد الإلكتروني والاحتيال مسبباً خسائر تقدر نحو مائة مليون درهم.

هاشبوبي لي يبلغ من العمر 38 عام اشتهر بحياة بالغة البذخ والرفاهية، أثارت هوس معجبيه، وكان دائم الظهور في طيارته الخاصة، وأظهر امتلاكه لأفخم أنواع السيارات، مثل رولزرويس وفيراري ولامبورغيني وبنتلي، إذ أنه كان يظهر بكل سيارة حسب لون القميص الذي يرتديه.وكشفت شرطة دبي بعد القبض عليه، أنه متهم مع عصابته بـ”الاستيلاء على أموال الغير بطريقة احتيالية، وجرائم غسل أموال خارج الدولة، واختراق لمواقع وحسابات إلكترونية، وانتحال لصفة الغير بغرض الاحتيال الإلكتروني، إلى جانب الاحتيال المصرفي، وسرقة هويات الضحايا واستخدامها في جرائم الاحتيال الإلكتروني”، في حين قالت وسائل إعلام نيجيرية إن “القبض على هاشبوبي كان ضربة قوية بكل المقاييس”.

.