الارشيف / اخبار العالم

بعد "الرد على الرد"... أي شكل تتّخذه "المواجهة" بين إسرائيل وإيران؟

منذ الهجوم الذي شنّته إيران على إسرائيل قبل نحو أسبوع، ردًا على استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري، استمرّ "حبس الأنفاس" على المستوى العالمي، على وقع التهديدات الإسرائيلية بردّ "مضاد"، وما ولّدته من خشية من أن يفضي إلى "حرب شاملة" بقي شبح يلوح في الأفق منذ عملية "طوفان الأقصى"، وذلك رغم ما وُصِفت بـ"التطمينات الأميركية" بأنّها لن توافق على "مبدأ" الردّ.

مع ذلك، كانت كلّ التقديرات تشير إلى أنّ إسرائيل ستردّ، باعتبار أنّ "تمريرها" الهجوم الإيراني من دون ردّ، يمكن أن يقضي على ما توصَف بـ"هيبة الردع" لديها، أو ربما ما تبقى منها، بعدما تآكل الجزء الأكبر منها في عملية "طوفان الأقصى"، ولو أنّ "ثأرها" جاء دمويًا، عبر حربٍ عبثية لا تزال متواصلة منذ أكثر من ستّة أشهر على قطاع غزة، الذي أضحى باعتراف الجميع، مكانًا غير صالح للعيش، وقد شُرِّد سكانه، أو من استطاعوا النجاة بينهم.

وبالفعل، أتى الردّ الإسرائيلي أخيرًا، وبعد تحديد مجموعة مواعيد "متضاربة" أوحت بوجود "مأزق" في إسرائيل، التي تعاني أصلاً انقسامًا في الرؤى حول طبيعة العمليات العسكرية التي تديرها على مختلف الجبهات، ولو بقي "تأييد الحرب" جامعًا للأغلبية من حيث المبدأ، ولعلّ "شكل" الردّ أتى ليعمّق الانقسام والشرخ، مع اعتبار كثيرين أنّه جاء محدودًا، بل "صُمّم بطريقة تمكّن إيران من احتوائه"، وفق تعبير وسائل إعلام إسرائيلية للمفارقة.

يقول البعض إنّ عوامل عدّة أدّت إلى "محدوديّة" الرد، إن جاز التعبير، والذي كان لافتًا حرص إيران على "تحجيمه"، وصولاً لحدّ "عدم الاعتراف" به، إن جاز التعبير، منها الموقف الأميركي الذي كان رافضًا منذ اللحظة الأولى لأيّ رد "قوي وحاسم"، فهل يعني ذلك أنّ جولة التصعيد انتهت بين إسرائيل وإيران، على الأقلّ بطابعها "المباشر"، أم أنّ فصولاً أخرى منها ستُكتَب في القادم من الأيام، إن لم يكن بالمباشر، فعلى مختلف الجبهات، وبينها تلك اللبنانية؟!.

في المبدأ، ووفق قاعدة أنّ "المكتوب يُقرأ من عنوانه"، يرى العارفون أنّ "عنوان" الهجوم الإسرائيلي على إيران، بمعزَلٍ عن تفاصيله "التنفيذية"، إن جاز التعبير، يختصر المضمون، أو "المكتوب" في هذه الحالة، وهو أنّ إسرائيل أرادت القول إنّها قامت بما عليها وردّت، وأنّ إيران التي حجّمت الهجوم إلى أقصى درجة، وواصلت التحذير من "مغامرات إسرائيلية"، أوحت أنّها لا تعتبر هذا الهجوم "ردًا"، ما يعني أنّ "التصعيد" يمكن أن ينتهي عند هذه الحدود.

وفق العارفين، فإنّ الثابت وفق هذه المقاربة، أنّ الطرفين ينطبق عليهما شعار "رابح-رابح"، أو ربما "خاسر-خاسر" بنتيجة هذه "المبارزة"، إذ إنّ كلاً منهما سيعتبر نفسه "رابحًا"، في حين سيعتبره الآخر "خاسرًا"، من دون أن يترتّب على هذا "الربح أو الخسارة" أيّ نتيجة "ملموسة"، خصوصًا أنّ الرد الإسرائيلي المضاد، في الشكل والمضمون، لم يبدُ كمن يستدعي "الحرب الشاملة"، بل كمن "يبعدها" أكثر من أيّ وقتٍ مضى.

بمعنى آخر، إذا كان خصوم إيران سارعوا للتنديد قبل أيام بهجوم المسيّرات والصواريخ الذي شنّته على إسرائيل، بوصفه "مسرحية"، ولو شكّل "سابقة تاريخية" في الصراع، باعتبار أنّ تقديمها لإحداثيات الهجوم شكّل "سابقة موازية"، فإنّ الأكيد أنّ الوصف نفسه يسري على الردّ الإسرائيلي، بل أكثر، لأنّ تل أبيب لم تعتمد حتى "التصعيد" في الشكل، فالتزمت الصمت أولاً، ثمّ تركت إعلامها يشرح "الأبعاد والرسائل"، في مفارقة مثيرة للانتباه.

وليس خافيًا على أحد أنّ الولايات المتحدة التي سارعت للتأكيد أنها لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي، لعبت دورًا أساسيًا في رسم هذا "السيناريو"، وهي التي يدرك الجميع بأنّ لا مصلحة لها في حرب إقليمية مع إيران كان يمكن لأيّ ردّ إسرائيلي "حقيقي" أن يفضي إليها، بل إنّها "تجاهر" بذلك صراحةً، حيث كان موقف الإدارة الأميركية ثابتًا منذ الهجوم الإيراني، لجهة "ممانعة" أي ردّ "لا لزوم له"، وهو ما يربطه البعض أساسًا بالاستحقاق الانتخابي الأميركي.

استنادًا إلى ما تقدّم، يصبح مسلَّمًا به أنّ جولة التصعيد "المباشر" بين إسرائيل وإيران قد انتهت من حيث المبدأ، فإسرائيل ستعتبر أنّها ردّت على الهجوم الذي تعرّضت له، وإيران لن تجد في الردّ ما يتوجّب "الرد"، لكن ما قد يكون مسلَّمًا به أيضًا أنّ ما جرى لن يكون سوى "فصل" من المواجهة التي ستتواصل بين الجانبين، فأيّ شكلٍ يمكن أن تتّخذه في المرحلة المقبلة؟ وهل نعود إلى "حرب الظل"، أم أن قواعد الاشتباك التي تغيّرت يمكن أن تفرض واقعًا مختلفًا؟

بحسب العارفين، فإنّ كلّ السيناريوهات تبقى واردة، لكنّ الثابت أنّ "المواجهة المباشرة" تظلّ مؤجَّلة إلى حدّ بعيد، ولو أنّها وفق كل الوقائع والمعطيات المتوافرة أصبحت أكثر "واقعية" من أيّ وقت سابق، خصوصًا بعدما كسر الهجوم الإيراني والردّ الإسرائيلي إليه، بعض "الخطوط الحمراء" التي كانت قائمة في السابق، رغم أنّ العديد من الهجمات المنسوبة لإسرائيل حصلت في السابق داخل الأراضي الإيرانية، ولو بقيت دون "تبنّ رسمي".

هنا، ثمّة بين السيناريوهات العودة إلى "حرب الظلّ" التي لطالما حكمت العلاقة بين إسرائيل وإيران، وإن كان العارفون يؤكدون أن أيّ عمليات "متبادلة" يمكن أن تحصل ستبقى محكومة بـ"الضوابط الأميركية" الواضحة، والقائمة على رفض الانجرار لحرب مباشرة وشاملة تحت أي ظرف من الظروف، ولا سيما أنّ مثل هذه الحرب لن تبقى "ثنائية" كما هو حال الجبهات المفتوحة في أكثر من مكان، ولكن ستتحول إلى "إقليمية" بصورة تلقائية.

يبقى الخيار الأكثر "واقعية" وفق العارفين، بالعودة إلى "الحروب الصغيرة" القائمة على أكثر من "جبهة"، وبينها الجبهتان اللبنانية والسورية، واللتان يمكن أن تشهدا "تكثيفًا" في الحجم والوتيرة في المرحلة المقبلة، حيث يمكن أن تتحوّلا إلى "ساحة مفتوحة لتبادل الرسائل"، إن جاز التعبير، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّ هذه الجبهات "مرتبطة" بالحرب على غزة، وبالتالي فإنّها تبقى محكومة بتطورات العدوان على غزة، في الدرجة الأولى، وكذلك الأخيرة.

في النتيجة، بين الهجوم الإيراني "غير المباغت"، إن جاز التعبير، والرد الإسرائيلي "المحدود شكلاً ومضمونًا"، تبقى الرسالة "مشتركة" ومضبوطة بسقف أميركي "واضح"، قوامه "عدم الانجرار إلى الحرب" في الوقت الحالي. لكنّ ذلك لا يحجب التكهّنات التي تبقى مفتوحة على مصراعيها، فمثل هذه الرسائل يتمّ تبادلها بين "ألغام"، يمكن أن يؤدّي "انفجار" أحدها، ولو من دون قصد، إلى "لهيب" يشعل المنطقة بأسرها!.

كانت هذه تفاصيل خبر بعد "الرد على الرد"... أي شكل تتّخذه "المواجهة" بين إسرائيل وإيران؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا